حب من طرف واحد
خلوني احكيكم قصة :
ساره دايما و هي صغيره كان يلفتها ولد خالتها محمد لانه شجاع و لطيف ، كبرت و هي معجبه فيه ، تخرجت من الثانوي و الشعور باقي يزيد عمق داخلها و تقول لنفسها ( اكيد توصله مشاعري ، اكيد يفكر فيني ، انا خياره الوحيد لاني بنت خالته اللي امه مره تحبها ، كل السبل تقول اني زوجته ) و قبل ما تنام تتخيل نفسها بالفستان الابيض جنبه ، و لمساته الحنونه ، و الايام اللي يحتفلون فيها ، و اول طفل لهم ، ساره كانت مؤمنه من داخلها ان مافي احد زي محمد كزوج لها ، و انه هو فارس الاحلام الحقيقي و اللي ينمو في قلبها من عمر طويل و بيزهر في يوم زواجهم ... تتفاجئ ساره ان محمد خطب و بيتزوج غيرها ، تتألم ، تعيش فترة من الاحباط ، تحس ان في شي داخلها انقتل ، كيف كذا القصة انتهت ؟ كيف فارس احلامها صار زوج فتاة اخرى ؟ كيف ما لآحظ حبها و اهتمامها من بعيد ؟ و كيف بتتعامل مع مستقبلها المجهول الان بعد ما مرت سنين على وجود محمد بداخلها ؟
العلاقات الانسانية تصير بين طرفين او اكثر ، لكن الحب من طرف واحد شي مختلف لانه مو بين شخصين فما يعتبر علاقة
و مبني على شيء غير واقعي ، هو اشبه بالتعذيب لانك بتنتظر شي ما راح يصير ، تنتظر شخص يبادلك مشاعر و انت بالنسبة له غريب ، يعيش الشخص مشاعر كثيره لحاله ، مشاعر شوق و وله و انجذاب و الم ، مشاعر عميقه يعتقد انها ستصل لصاحبها و ان الله وهبه هذا الشعور اللي ما يقدر يتحكم فيه
لكن الحقيقة ان هذا مو حب ، لانه مو بين طرفين و صُرح عنه بوضوح
كيف صار طيب ؟ ليه احس بمشاعر عميقة و دافيه ؟
السبب ...
ان هذه المشاعر تبدأ في مرحلة المراهقة لان يزيد الاحتياج النفسي للحب و الانجذاب
ففيه ناس يجربون يخوضون علاقات بعمر صغير ( للتذكير فقط انها علاقات ما تستمر و بيتغير رايكم لما تكبرون فيهم )
و فيه ناس يحبون من بعيد ، اللي نسميه حب من طرف واحد لنفس السبب
المشكلة ان هذه المشاعر لذيذه و تخلي الجسم يفرز الدوبامين ، فيصير مدمن عليها
و تستمر معاهم حتى لما يكبرون ، و يستمر تعلقهم بالطرف هذا و لان مجتمعنا غالبا مافيه اختلاط بين طرفين ، تنشأ هذه المشاعر لأبناء او لبنات العائلة ( يعني بنت العم ، ولد الخال ..الخ) او تصير بسبب ان فيه رجل دايما يمدحونه فيصير هو السبيل للإشباع العاطفي
طيب ليش اوقات تزيد مشاعرنا و اوقات تخف كثير ؟
لان المخ يسوي وسيلة دفاعية اسمها ( احلام اليقظة ) و هي طريقة لتخيل مواقف حلوه غير حقيقية عشان يخفف قلقك
و يحسسسك بمشاعر افضل و اريح ، فكلما زاد قلقك بتزيد التخيلات و تنسج قصص و مواقف حلوه مع الحبيب ، كأنه صديق خيالي موجود يخفف مشاعر الالم و الحزن عليك ... المخ يتعود على هالوسيلة فيصير يستخدمها بإستمرار و يعيش الشخص حياته وسط خيال و ينصدم بالواقع و ان الطرف الآخر فعلا مو مهتم او ما يبادله الشعور
طيب نرجع لساره ، ايش بتسوي الحين وسط هذا الالم ؟
- تتخلص من اي شي متعلق فيه ( رقم جواله اللي ما قد دقت عليه ، صورته ، حساباته في السوشال ميديا ، الغزل اللي يكتبه و تعتقد انه لها ، الرسايل اللي كتبتها له ..الخ ) اول طريقة للتجاوز هي التخلص من الآثار
- تسمح لنفسها تحزن و تستعد للفترة الجاية .
- تركز على نفسها ، هواياتها و اشياء تسعدها .
- تزيد تواصلها مع الناس و تكّون علاقات جديدة .
مع الوقت بيروح الشعور و المه ، تقدرون تشوفون بوست ( الحب ، الاعجاب ، التعلق ) بساعدكم تفهمون مشاعركم و تصنفونها