الثقة بالنفس 2 ازمة الكمال






كل شخص وده يكون شاطر و مثالي في امر ما ، في تخصصه ، في وظيفته ، في علاقاته ، في اخلاقياته و تصرفاته
 لكن لما فكرة الكمال تبدأ تصارع حقيقتنا و تآخذ شي مننا ، ممكن اوقات تكرهنا في اكثر هواية نحبها عشاننا مو قادرين
 نصورها بالشكل اللي نبغاه ، الشكل المثالي عن انجازنا فلما يبدأ كل شي يصير مو مثالي ، مو بنفس الجودة المتوقعة
 مو بنفس المعايير اللي حطيناها ، نحس ان كل الاشياء فقدت معناها

اتذكر نفسي قبل 5 سنوات كانت فكرة الكمال عندي متعلقة بالجهد ، فكلما تعبت اكثر و قضيت ساعات طويلة يعني شغلي
 كويس لدرجة اني اعيده مره و مرتين و ثلاث لين اشعر بالارهاق و احس اني اعطيت كل شي عندي ، الين وصلت مرحلة
 اللامبالاه و انعدام الابداع و كرهت الشي اللي اسويه

و هذه نقطة مهمة ، الكماليين يفقدون ابداعهم لان معاييرهم كثيرة

.

  ليش ربطت نزعة الكمال بقبول الذات ؟ 

لان صعب تقبل نفسك و انت تشكك بعملك و جودة انتاجيتك و تحط معايير مجهدة لنفسك
 كيف بتقبل نفسك و انت ما تقدر تتفهم امكانياتك و تحط معايير لكل شي حولك ؟
 نبدأ بالاسباب عشان نفهم ايش اساس رغبتنا في اكمال : 
- توقع دائم بالنجاح  ، و اني مستحيل اخسر او افشل 
- ضغط من العائلة ، بالذات اذا كان فيه تقنين مم الصغر على درجات المدرسة 
- خوف من الخطأ ، شعور ان اي خطأ يقلل مننا 
- بحث عن قبول الناس 

- النقد المستمر من الناس على الشي اللي نسويه


كيف نعرف اذا عندنا مشكلة الكمال ؟ 

- اذا ما تقدم شي الا و انت متأكد تماما انه بيكون كويس ( مثلا ما تقبل مهمة جديدة من معلمك او
 مديرك عشانه شي مجهول و مو متأكد تنجح فيه ) 
- تهتم بنهاية المشروع اكثر من خطواته و طريقة انجازه 
- تأجل كثير عشان ما تدخل دوامة الكمال 
- ما تعيش اللحظة ، لانك مشغول بمعاييرك ( ما تنتبه لمتعتك و التجربة الجديدة في العمل قد ما 
انك تعيد و تزيد في شغلك ) 
- المشاريع تآخذ منك وقت اكثر من اللازم 


طيب خلونا نتخيل الحياة بنزعة الكمال كيف بتكون :
بصير احاول اتجنب اي انجازات و مشاريع و مهمات جديدة لاني خايفة افشل و مو متأكده من نجاحي
، بقارن جودة عملي مع الناس ، و استخدم معايير شخصية شديدة زي مثلا اني لازم اشتغل كل يوم
بدون اجازة و احس بشعور مو مريح لما احد من نفس مجالي ينجح ، و انتقد عملي و فرحتي بالانجاز
فاكرين في الجزء الاول لما تكلمت عن جلد الذات ؟ ارجعوا له


بختصار الحياة بنزعة الكمالية : كأنك مدير غثيث لنفسك

كل شخص له فكرته عن الكمالية ، فيه ناس يرتبط بموضوع علاقاتهم فما يقبلون تصرفات اهلهم المختلفة
عنهم لان تصورهم عن العائلة المثالية لا يتطابق مع الواقع ، او يحصون معايير للوصل و الاهتمام و المواساة
 في علاقتهم بأصدقائهم و لو ما تطبقت من الطرف الثاني يعني هو شي مو مهتم و لا يحبنا و لا يقدر العلاقة


او العكس انا كصديق دوري ناقص لاني ما سويت و ما فعلت او دوري كأبنة ما اكتمل
لاني ما بذلت و لا صنعت و لا اعطيت ووو ..الخ


كما اقول دائما :

الافكار ليست حقائق 
الافكار ليست حقائق 
الافكار ليست حقائق 

افكارك تجاه معايير دورك في العلاقة و تجاه ما يجب عليك حتى توصل للنجاح و انك بتفشل تماما
لانك ما تتقن الاشياء الجديدة و انه لابد اعمالك تكون كاملة ، كلها ليست حقائق و واجبات عليك حتى يوم القيامة 

الكماليين اكثر عرضة للإكتئاب و القلق و اضطرابات الاكل 
بتقولون ايش دخل اضطرابات الاكل ؟ نزعة الكمالية تخلي الواحد يبغى يتحكم في كل شي
 و يزبط كل حاجه حوله لذلك ممكن تكبر رغبته في التحكم و توصل أكله و جسمه .

 __________________________________________

طيب ايش نسوي ؟ 
1- المغامرة 
نعم جرب تخوض مغامرة عشان تجرب الخسارة و الخطأ

2- الاستمتاع 

لو تلاحظون ان الاشخاص المغامرين عندهم قدرة على الاندفاع للمتعة ، و ما يفكرون
بالنتيجة قد ما يفكرون بالمتعة في طريقهم للوصول للهدف ، و الهدف عنده مافيه خسارة
 او فوز ، و كيف انهم يقررون في دقائق و مخهم مجرد من القيوم و المعايير
 يستشعرون اللحظة و عندهم ابداع و ابتكار

3- بدلوا " لكن " بــ " لو " 
خسرت 5 كيلو لكن باقيلي 7 كيلو ×
خسرت 5 كيلو و بخسر 7 كيلو /

شايفين كيف وقعها عليكم بيفرق ؟


* لازم نعرف حاجه من ناحية العلاقات \ ان 80% من الناس راح يتقبلونا و 20% ما راح يحبونا او يتقبلونا 
ما يحتاج تتشكل في ادوار مثالية عشان تنحب من اللي تحبهم

______________________________________________


تمارين فردية لنزعة الكمالية :
  1
اكتب الكلام الايجابي اللي يجيك من الناس شوف نقاط قوتك منهم 

اكسر قوانينك 
عشان تشوف ايش بيصير و ايش بيختلف في العالم

3
تعلم هواية جديدة ، لان اي شي جديد نجربه نغلط  فيه 
و هذا يدربك على ان الخطأ مو شي سيء بالشكل اللي تتصوره 

4
كون واعي بأفكارك ، ان مو كل شي تقوله لنفسك صح 
و لا كل المعايير واجبه و صوت الفشل مو دايما حقيقي 



بالنهاية تقبل ان الخطأ مو جريمة ، و ان لكل شخص نقاط قوة و نقاط ضعف فلا بأس
انك ما نجحت في كل شي ... استمتع بالرحلة بدلاً من التفكير بالنتيجة استمتع بخطوات انجازك بدل الفوز و الخسارة ، استمتع بشخصيتك اللي بتكتشفها في مغامراتك و المهارات اللي تمتلكها و ما كنت تدري عنها

و اكثر شي اعتقد انه بيلهمك و هو انك تصاحب شخص مغامر ، شوف روحه و تجرده من القيود 
 حس مشاعره و قبوله للفشل ... بإختصار صاحب شخص مجنون